الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

محمد خليفة أحد أقطاب الولاية السادسة : بوحارة ألقى القبض على شعباني


محمد خليفة أحد أقطاب الولاية السادسة : بوحارة ألقى القبض على شعباني في الأخضرية


تدوينة خاصة بمدونة : تاريخ وعبرة








بوحارة ألقى القبض على شعباني في الأخضرية

فرنسا ردّت في ”لوموند” على رسالة مقتل الطيّار
يعدّ من الشخصيات البارزة التي رافقت العقيدين سي الحواس وشعباني في مسيرة الكفاح ضد المستعمر في الولاية السادسة التاريخية، ترك بصماته في العديد من المواقف، خاصة أنه يوصف بالمغامر الذي لا يخشى الخوف، ويُعرف باسم ”حمه طاهر”، ولأنه أشبه بالأوروبيين لقب ”لاليجو”. شغل منصب أول رئيس دائرة بسكرة.. ”الخبر” التقته بعد مشاركته في ذكرى معركة جبل ثامر ببوسعادة، بعد مطاردة دامت عدة أشهر، وكانت لنا معه جلسة ليلية دامت ساعات دون أن نشعر، تذكّر فيها الضابط الإخباري، وبصورة دقيقة، أحداث هامة لازال يتذكر تواريخها وصانعيها.

اسمه الحقيقي خليفة محمد، تتلمذ بمدرسة التربية على يد الشيخ أحمد الفرفاري والشيخ مراوي، وانضم للكشافة الإسلامية تحت قيادة مدني زاهيري ومبروك المصور، والقائد الشهيد يوسف العمودي الذي أعدمه الاستعمار.
بركات سي العرافي رسم طريق التجنيد
عن بداياته في النضال يقول حمه طاهر إنه بدأ تحت قيادة الشهيد بوستة، وكان دوره شراء الأدوية والأحذية ”بوطاغاز”، ومنع سكان بسكرة من التدخين لإنجاح عملية مقاطعة المنتجات الفرنسية. في 17 أكتوبر 1956 كان الموعد للالتحاق بالثورة، رفقة 7 طلبة من زملائه الذين كانوا يدرسون بمتوسطة العمودي، منهم العربي بعرير وعمار حشية يونس رزيق وكمال السعيد، على يد الشهيد بركات سي العرافي. وفي هذا الصدد يقول محدثنا ”سي العرافي حاول تخويفنا من أخطار التجنيد وبأنه أمر صعب ونهايته الموت، من أجل ثنينا. ودعانا إلى التفكير قبل اتخاذ القرار، لكن إرادة هؤلاء الطلبة لا نقاش فيها، حيث كان الملتقى بغابة نخيل في حي مجنيش، وكان في انتظارنا أحد المسبلين، يدعى عصمان، الذي تكفل بمهمة إخراج المجموعة من بسكرة ليلا، نحو مكان يسمى ”مفرة” بنواحي الحاجب في خيمة المدعو النوي. ويقول إنهم كمجموعة كان لهم أول اتصال بجيش التحرير في شعبة النمر، عند عرش أولاد سليمان، تحت قيادة عبد السلام المروكي الذي استشهد بالمكان نفسه بعد بضعة أسابيع، ثم التحقوا بالقائد سي الحواس والسعيد بن الشايب، في المكان المسمى الفطارة بجبال محارقة بالمسيلة.

”حمة” يقتل الطيّار الفرنسي ويراسل أهله
يتذكر جيدا المجاهد خليفة محمد كل المعارك والكمائن التي شارك فيها، ويحفظ تواريخها ومن سقط فيها، ويقول إن أول معركة شارك فيها كانت في نوفمبر 56 بشعبة لوذح بجبل محارقة. كما قاد عدة معارك، منها معركة رويس الأرنب بضواحي مدوكال، التي عرفت استشهاد البطل سيدي حني، الذي شاركته زوجته المجاهدة فيها، حيث تم أسرها بعد إصابتها بجروح رفقة الجنرال الحالي بوشارب، لكنها فرت من السجن والتحقت مرة أخرى بالثورة واستشهدت. ومن الأشياء التي يتذكرها الضابط خليفة معركة السوامع، في 2 نوفمبر 57 ، عندما قاد هجوما فسقطت طائرة مروحية قرب المكان الذي كان يتواجد فيه، فقتل طيّارها وأخذ رشاشه ومحفظته التي كانت بها صور ورسائل من أهله بفرنسا، حيث راسلهم طالبا منهم الكف عن إرسال أبنائهم للموت في الجزائر، وكتب لهم يقول: ”إننا نطالب بحقنا في الاستقلال”. والملفت أن الرسالة التي بعثها نشرت في جريدة ”لوموند”، في فبراير من السنة نفسها، وردّت عليها القوات الفرنسية مكذبة، قائلة بأن الطائرة الفرنسية سقطت أثناء جولة استطلاعية، وأن ابنهم مات قتيلا في هذا الحادث.

معركة جبل ثامر وحكاية استشهاد
العقيدين سي الحواس وعميروش
انطلاقا من كون المجاهد الضابط خليفة محمد أحد مقربي سي الحواس وشعباني، حاولنا معرفة رأيه في قضية استشهاد العقيدين سي الحواس وعميروش، حيث روى لنا أنه قبل المعركة بـ3 أيام أمرهم سي الحواس بالهجوم العام على جميع مراكز العدو لتضليله، وإبعاد تموقع فرنسا على الطريق الذي سيسلكه العقيدين، حيث أشرف محدثنا على عدة هجومات، منها مركز ”لاصاص” في طولفة، الذي يقوده القائد الفرنسي ”جيرونيمو”، الذي روّع أهالي مناطق الزيبان بأعماله الوحشية، ثم أخبره المسبلون بأن أعداد كبيرة من أفراد جيش التحرير توجهت إلى جبل الميمونة في قلب العرعار، شمال لقصيعات، ببلدية الشعيبة حاليا ببسكرة، فالتحق هناك عند الفجر، والتقى العقيد شعباني الذي كان نائما، وعندما كانا بصدد شرب القهوة أخبرهما الحرس بأن أعدادا كبيرة من القوات الفرنسية تتوجه نحو المكان الذي يتواجدون به، فأعطى شعباني الأمر للالتحاق بقمة الجبل، وكان عددهم نحو 120 مجاهد. ساعاتها، يقول، سألت ”هل العقيدان سي الحواس وعميروش يتواجدان معنا؟”، فأجابني ”الحمد لله هما في مكان آمن بعيدا عنا”. وطوّقت القوات الفرنسية المكان من كل النواحي، وبدأ زحف جيش العدو نحو قمة الجبل. مقابل ذلك قام شعباني بتوزيع الوحدات والتمركز، واستعد الجميع للمعركة وبعدم إطلاق الرصاصة الأولى إلا بأمره، إلى أن طلع النهار، ولم تبق سوى 100 متر تفصل القوتين. وفجأة عاد الجيش الفرنسي أعقابه، رغم أن الطائرات بدأت التحليق فوق الرؤوس، ثم أمر شعباني بالخروج من الكازمات، والتظاهر أمام العدو بإشعال النيران قصد لفت انتباهه، رغم كل ذلك واصل العدو تراجعه، متجها إلى جبل ثامر. في تلك اللحظة، يقول الضابط حمة طاهر، قال لي شعباني ”ربي يلطف بالعقيدين”، في إشارة إلى وجودهما بجبل ثامر، ثم أمر بتكوين وحدة قتالية تتكون من 18 مجاهدا، للالتحاق بجبل ثامر لفك الحصار على العقيدين، والتشويش على العدو الذي كشف الوحدة في الطريق بواسطة الطائرة قرب جبل النسينيسة، واستشهد أفراد المجموعة كلهم. وبخصوص معركة جبل ثامر يقول محدثنا إنه إلى غاية الساعة 11 صباحا أين تمكنا من سماع دوي القنابل ومشاهدة الدخان، وبعد يومين كلفت بالتوجه، رفقة عدد من المجاهدين، إلى موقع المعركة للاستطلاع، بمساعدة مسبلين من عرش أولاد رحمة وأولاد خالد، حيث جمعنا عددا من جثث الشهداء، وتعرفت على العربي بعرير وأحمد الزياني وعبد القادر صاحب مدفع رشاش من العالية ببسكرة، وعثـرنا على معطف عميروش، الموجود على بعد أمتار من مكان استشهاد العربي بعرير، وتولينا عملية دفنهم. وبعد أسبوع روى لي القبطان في الجيش الفرنسي بارودي، الذي كان يعمل كعميل لفائدة الثورة رفقة زوجته عدالة لحرش، التي كانت غاية في الجمال وتحضر دوما في سهرات القيادات العسكرية الفرنسية بفندق كردادة بوسعادة حاليا، وسمحت لها بتناول الخمور، من أجل جلب الأخبار الدقيقة عن العدو، حيث قال إنه تم إلقاء القبض، وبمحض الصدفة، على جنديين من الطلبة المرافقين لعميروش دون سلاح أثناء السير، وتم تعذيبهما إلى أن دلا على مكان العقيدين. والرواية التي تم تناقلها، آنذاك، أن عميروش عندما كان في طريقه إلى الولاية السادسة اشتبك مع العدو بنواحي بوطالب، فتم أسر أحد جنوده المصاب بجروح، والذي كان بحوزته محفظة خاصة بالعقيد، منها يقول حمة طاهر عرفوا أنه متجه للولاية السادسة، وجندت كل وسائل استخبارات فرنسا لمعرفة مواقعه.

شعباني يتكفل بمهمة مواجهة جماعة بلونيس
أثارت سيطرة جيش بلونيس، المعادي للثورة على نواحي منطقة أولاد جلال، قلق قيادات الولاية السادسة، ما دفعها للتحرك. وفي هذا الصدد يؤكد الضابط خليفة محمد أن القرار الحاسم في هذه القضية اتخذ، في جانفي 58، في شعبة لاخرة بجبل قسوم، بعد إعدام جندي جاسوس بعث من قِبل ضابط ”لاصاص” بمدوكال اسمه رابح نوال، وإعدام رفيقته فطيمة بعد اعترافهما. وفي هذا المكان قرر سي الحواس تكوين الناحية الرابعة للمنطقة الثالثة، التي تبدأ من أولاد جلال وعرش أولاد رابح إلى جبال بوكحيل غربا، وعيّن العقيد شعباني على رأسها، وكانت أول مسؤولية قيادية لهذا الأخير، وعززت بأبطال أمثال حسوني رمضان ومخلوف بن قسيم، وبعد ذلك أعطي الاختيار لشعباني لتعيين مرافقيه. وكان محدثنا مساعدا له كمسؤول كتيبة وقسمة، وتكونت من حوالي 100 مجاهد، لإنهاء سيطرة بلونيس والجيش الفرنسي. وبعد الاجتماع توجه سي الحواس بخطاب قال فيه ”ها هي ناحيتكم.. اختاروا الأسلحة التي تحبونها، بشرط طرد بلونيس وفرض سيطرة جيش التحرير. ويمنع عليكم نهائيا الاستنجاد بأي ناحية أخرى”.
ويقول محدثنا إنه في ذلك الوقت انتشرت نكتة تفيد أنه إذا صادفك مجاهد يحمل سلاحا ممتازا لكنه بحذاء ممزق ولباس بال وجيعان فتأكد أنه من الناحية الرابعة، مضيفا بأنه في غضون 6 أشهر خاض مجاهدو هذه الناحية عدة معارك، ما تسبب في فقدان الولاية السادسة ثلث جيش المنطقة الثالثة والثانية، منهم أبطال أشاوس على غرار قائد الناحية الثانية عبد الرحمان عبداوي بعد أسره وتعذيبه والتنكيل به وقتله بأبشع الوسائل، إضافة إلى سليم زلوف، المدعو عمر. ويجزم محدثنا أنه لولا هذا الموقف لتمكن جيش بلونيس من السيطرة والاستحواذ على منطقة الزيبان بكاملها.

”لاليجو” يفشل تقارب جيش بلونيس مع المنظمة السرية
في المرحلة التي تزامنت مع توقيف القتال كلف شعباني، خليفة المدعو ”لاليجو”، بحل مشكلة بقايا بلونيس. ومن الصدف، يؤكد محدثنا، أن ابن عمه خليفة عمار، المعروف بنضاله في الحركة الوطنية ومؤسس حزب الجبهة الجزائرية الديمقراطية، اتصل به عن طريق الوالدة لتزويده بمعلومات هامة، لأنه كان يدرك أن الاستقلال لا محال قادم محاولا إنقاذ نفسه، وكان اللقاء ببوسعادة في بيت العربي الحامدي، حيث أكد له أن بقايا بلونيس حاولوا الاتصال بجيش المنظمة السرية، ولما اطلع مسؤوله المباشر شعباني منحه هذا الأخير الضوء الأخضر للتصرف، فتقمص شخصية عبد الله سلمي، وكان له لقاء مع الكابتن الفرنسي جاك، وتمكن من الحصول على كمية هامة من الأسلحة والذخيرة، على أساس أنها لجماعة بلونيس، ثم انقطعت الصلة بين بلونيس والمنظمة السرية. ولما عرف موعد زيارة عبد الرحمان فارس، رئيس المجلس التنفيذي، رفقة مصطفاي وبن تفتيفة وقائد القوات الفرنسية الجنرال ”إيري”، إلى بوسعادة، ثم الذهاب إلى حوش النعاس لاستلام جيش بقايا بلونيس، وتعزيز القوة الثالثة، المتفق عليها في اتفاقيات ايفيان، ومع نزول عبد الرحمان فارس من الطائرة، أوقف سيارته وانضم إلى وفد عبد الله سلمي، وبعد الكلمة الترحيبية أخذ الميكروفون وخطب أمام الحضور قائلا: ”الزعيم مصالي الحاج التقى ليلة البارحة مع يوسف بن خدة، رئيس الحكومة المؤقتة، ووقع الاتفاق بينهما، وعفا الله عما سلف”. وما إن أنهى كلماته حتى انطلقت الأفراح على وقع البارود، وافترق القوم دون أن يتفوّه فارس وجماعته بكلمة.

شعباني لم يعلم بتصفية 30 عنصرا من بقايا بلونيس
يواصل حمة طاهر شهاداته بالتأكيد بأن العقيد شعباني استقبل عددا من جنود بلونيس بمركز الزعفرانية بجبل مساعد، ومنحهم لباسا جديدا وأسلحة، وعادوا معززين، ثم عقد جيش التحرير اجتماعا هاما شارك فيه سلمي وبداري توج بانضمام جميع بقايا جيش بلونيس، وقلد وسام ضابط ثان لعبد الله سلمي وضابط أول لبداري، وهناك أدار خطة خيّرهم فيها بين البقاء ضمن الجيش أو العودة إلى ديارهم، والأغلبية، برأي محدثنا، عادت إلى بيوتها. والمصيبة أن بعض المجاهدين انتقموا من بقايا بلونيس وأعدموهم، وخص بالذكر خليفة محمد حادثة عين الدابة، التي ارتكبها عبد الحميد خباش دون علم شعباني، وأعدم فيها نحو 30 عنصرا.

بن بلة طلب من شعباني حمايته بجيشه وإنقاذه من الخطر
ما دمنا نتحدث عن أحداث كانت الولاية السادسة مسرحا لها فإنه لا يمكن التغافل عن قضية إعدام العقيد شعباني. وفي الصدد يشير رفيقه حمة طاهر إلى أن سي محمد أخذ شهرة كبيرة بمواقفه، خاصة بعد الحرب على المغرب، وحثه لمحمد أولحاج لتوقيف تمرده ووضع حد للنزاعات، على اعتبار أن البلد في خطر.. كل هذا جعله محط أنظار وسائل الإعلام آنذاك، التي لقّبته بـ”أسد الصحراء” وزادت من درجة غيرة خصومه، ما عرضه، مرات عديدة، لمحاولات للتخلص منه.
ويتذكر محدثنا أن هواري بومدين حلّ ببسكرة عندما كان خليفة محمد رئيسا لدائرة بسكرة، ودار بينهما حديثا ببيته لساعات طويلة، حاول فيه بومدين تحييد شعباني عن السياسيين من أمثال بن بلة وخيضر، وقال له: ”أنا أعرفهم جيدا وليس فيهم ثقة والمستقبل لنا”، في إشارة للجيش، لكن شعباني قال له: ”نحترم النظام، ولا مجال لتكوين قوة ضد نظام الحكم”.
وفي إحدى المرات استدعاه بن بلة للالتحاق بالعاصمة، وكان مرفوقا بالطاهر لعجال وموسى عيساني، وعند وصولهم لمدينة الأخضرية ألقي عليهم القبض من قِبل عبد الرزاق بوحارة، بأمر من القيادة العليا للجيش، واقتيد لثكنة بهذه المنطقة، لكن شعباني طلب من بوحارة تسليمه الهاتف ليتصل ببن بلة، وأكد له ”تعيطولي وتوقفوني، هناك سيارة أخرى من الولاية السادسة كانت تسير خلفي وجنودي على علم وسيقع التصادم”، وما كان لبن بلة سوى أمر بومدين بإطلاق سراحه.
وقبل الهجوم على بسكرة، وبالضبط في 91 جوان 46، استدعي خليفة لمقابلة بن بلة، وكان له لقاء معه في فيلا جولي: ”ساعتها وجدت برفقته القديس الكنيسة ديفال، حتى أن حضور هذا الأخير اعتبر كشاهد وقال لي ”حاول إقناع شعباني والالتحاق بالعاصمة مرفوقا بوحدات من جيشه لحمايتي، فأنا موجود في خطر ومطوق، ولا أستطيع القيام بأي شيء، لأنه ليس لي قوة تحميني كل ما يريده سأنفذه له”. وعندما رجع محدثنا إلى الفندق طلب منه بن بلة البقاء فيه، مؤكدا له أنه أرسل يوسف الخطيب للاتصال بشعباني، لكن وقع الهجوم الذي يعرف الجميع تفاصيله، واعتقل شعباني، ثم ألقي عليه القبض، وبقي حمة طاهر أياما في العاصمة في ثكنة الدرك، وحوّل إلى سجن سانتا كروز بوهران، ومكث في الزنزانة رقم 75 تحت الأرض التي كان فيها شعباني، وتعرف على ذلك من خلال نقشه لاسمه في الجدار، لأنه يعرف خطه جيدا، خاصة حرف العين الذي يكتبه على شكل مثلث. ويختم خليفة محمد كلامه بالتأكيد بأن شعباني لو بقي حيا لكان مهمشا، على غرار العديد من الأسماء البارزة، التي لم تنل حقها بعد الاستقلال، كيوسف الخطيب وبوبنيدر ومحمد أولحاج وقائد الولاية الثانية سي عثمان ومحيوز وآخرون.

0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets